مشروع “جزيرة قطيفان الشمالية” يعيد صياغة جودة الحياة من خلال استراتيجيات التنمية المستدامة
اكتسب مؤخرا مفهوم “إعادة صياغة أو تعريف جودة الحياة” أهمية أكثر من أي وقت مضى، فالتطوير العقاري لا يقتصر على تشييد المباني فحسب، بل يتعلق بإعادة تشكيل وإعادة تعريف الطريقة التي نعيش ونعمل ونتفاعل بها داخل مجتمعاتنا، حيث تهدف التنمية العقارية إلى تحسين مستوى الحياة وتعزيز رفاهية الأفراد بشكل يسهم في بناء مستقبل مشرق للجميع.
يعد مشروع جزيرة قطيفان الشمالية عنصراً أساسياً ضمن مشروع توسعة مدينة لوسيل، حيث يتمتع مشروع الجزيرة بمخطط تطوير رئيسي شامل يتمحور حول مدينة ألعاب مائية، هي الأولى من نوعها من حيث التصميم، مع مناطق جذب ترفيهية ومساحات خضراء، وفندق فاخر، وأماكن إقامة، ومرافق عالمية المستوى، الأمر الذي من شأنه جعل مجتمع الجزيرة، مجتمعاً عصرياً منافساً عالمياً يحظى بتصميم عقاري فريد مستوحى من ثقافة المنطقة الغنية وطبيعتها.
• رؤية مختلفة لما تمثله جودة الحياة
يتمثل الهدف الأساسي لقطيفان للمشاريع في تطوير وإنشاء مجتمع نابض بالحياة يستفيد فيه سكان وزوار الجزيرة من أحدث التطورات في التصميم والبناء المستدام المطبق على المباني والبنية التحتية والمرافق العامة، وذلك لجعل الجزيرة وجهة سياحية تضم مناطق ضيافة وترفيه عالمية المستوى، لتصبح فيما بعد مركزاً إقليمياً جاذباً للسياح من خلال المشاريع التي طُوِّرَت في الجزيرة كفندق ريكسوس بريميوم جزيرة قطيفان الشمالية ونادي الشاطئ أزور، ومدينة الألعاب المائية مريال، بالإضافة إلى الواجهات البحرية المتعددة وشواطئها، وأحيائها المتميزة، ومنطقة التروف، ومحلات البيع بالتجزئة والمطاعم والمقاهي، وممرات المشاة والدراجات الهوائية، والحدائق على ضفاف القناة البحرية – مجرى السيل. إضافة إلى البنية التحتية المستدامة والذكية، كل هذا من منظور تطوير عقاري يمثل أسلوب حياة جديد ومثيرًا على الواجهة البحرية، ويرمز للرؤية والطموح في أن تصبح جزيرة قطيفان الشمالية موقعاً بارزاً عالمياً يمثل قطر كوجهة سياحية.
• التصميم المبتكر والاستدامة
تهدف رؤية قطر في مجال التنمية المستدامة، المنصوص عليها والواردة في رؤية قطر الوطنية ٢٠٣٠، تحديداً فيما يخص الأهداف طويلة الأجل إلى “تحويل قطر إلى دولة متقدمة بحلول عام ٢٠٣٠، وجعلها قادرة على تحقيق نمو مستدام يوفر مستوى معيشة مرتفع يزود أفراد الشعب بجودة الحياة، ويستمر للأجيال القادمة. وعليه، استند تصميم مخطط جزيرة قطيفان الشمالية على ركائز أربع للاستدامة وهي: التنمية البشرية، الاجتماعية، الاقتصادية والبيئية، لينافس مخطط الجزيرة على النطاق العالمي، خصوصاً، بعد أن تضاف إليه شهادة” نظام تقييم الاستدامة العالمي” GSAS – من فئة النجمتين.
كما يهدف التطوير السكني في جزيرة قطيفان الشمالية إلى إيجاد مجتمع سكاني يحظى بخصوصية دمج التقاليد والثقافة مع جمال التصميم الحضاري والتخطيط المعاصر، حيث تتميز الهوية البصرية للجزيرة بتصاميم معمارية جريئة ومساحات خضراء مورقة تأسر الحواس، بالإضافة للحديقة الطولية التي تقع في قلب الجزيرة على جانبي القناة البحرية مجرى السيل، والتي صُمِّمَت بعناية لتكون آمنة وجذابة لكل من المشاة وراكبي الدراجات الهوائية، مما يشجع على التنقل الفعال، واتباع أنماط الحياة الصحية، كما سيتمكن السكان والزوار على حد سواء من الاستمتاع بمجموعة كبيرة من وسائل الراحة والتجارب التي تلبي احتياجاتهم البدنية، بدءًا من المرافق وحتى إلى الأنشطة الترفيهية والمغامرة، الأمر الذي يساهم في التنقل بسلاسة سواء سيراً على الأقدام أو بالدراجات، مما يؤسس لمجتمعاً نشطاً وواع بيئياً.
وتم أيضا من خلال التصميم، الأخذ بعين الاعتبار، التخفيف من حدة حرارة المناخ من خلال التصميم والبنية التحتية المستدامة، مما يضمن الراحة وكفاءة استهلاك الطاقة على مدار العام، وذلك بفضل التصميم المبتكر والتخطيط الفعال، وتوظيف المساحات.
ومن الجدير بالذكر، أن أحد أهداف تطوير جزيرة قطيفان الشمالية هو أن يصبح خياراً سكني مرغوب يوفر جودة حياة استثنائية.
• تطوير المجتمعات
صُمِّمَت جزيرة قطيفان الشمالية لتقدم تجربة ثرية متنوعة للسكان والزوار، حيث تضم ثلاث مناطق رئيسية؛ مناطق الفعاليات والجذب السياحي، السكن ومركز المدينة، كل مرتبط بسلاسة من خلال شبكة واسعة من الممرات الترفيهية والمساحات الخضراء على ضفاف القناة البحرية – مجرى السيل.
كما حددت مكونات الترفيه والتسلية كجوهر منطقة الجذب السياحي، حيث تعتبر مدينة الألعاب المائية مريال الوجهة الترفيهية الرئيسية في الجزيرة، ويجاورها فندق ريكسوس بريميوم الذي يوفر وجهة سياحية مثالية لقضاء العطلات، أما نادي شاطئ أزور يمثل وجهة ترفيهية متكاملة لزوار اليوم الواحد، مع مرافق ترفيهية واسعة النطاق تشمل شاطئاً خاصاً ومسابح وخيارات لتناول الطعام وكبائن شاطئية.
أما فيما يخص مركز المدينة، فهو بمثابة قلب المجتمع، حيث يرتكز على مسجد سبعة وعشرين المستوحى تصميمه من الخط العربي، ومدرسة من الروضة إلى الصف الثاني عشر، ومركز طبي شامل، كما يحيط بمركز المدينة النابض العديد من الخيارات التي تشمل المحلات، المطاعم والمقاهي في منطقة التروف والتي يمكن لسكان الجزيرة الوصول إليها جميعًا بسهولة في غضون ١٠ دقائق سيرًا على الأقدام. وتأتي المناطق السكنية التي يتميز بعضها بإطلالتها البحرية أو الشاطئية، بجانب مركز المدينة والمتنزهات. الأمر الذي يشكل جزءًا لا يتجزأ من نسيج الترفيه والتسلية الخاص بمجتمع الجزيرة، وبالنظر إلى الجانب الجنوبي للجزيرة المطل على مدينة لوسيل، يأتي الممشى الجنوبية. حيث من المنتظر إنشاء سلسلة المحلات، والمطاعم والمقاهي، بطول الممشى، تحت الأبراج السكنية، مما يضمن تلبية احتياجات السكان، وذلك في الواجهة البحرية الجنوبية والغربية.
• الحفاظ على التراث الثقافي
جغرافياً ترتبط قطر ارتباطاً عميقاً بالبحر كونها شبه جزيرة، وينعكس هذا الارتباط في جميع أنحاء المناظر الطبيعية والهوية الثقافية للبلاد، حيث يعد الخط الساحلي الممتد والمحيط بقطر، والشواطئ، بالإضافة لثراء الحياة البحرية، والممرات المائية الداخلية النابضة بالحياة كلِ من الثروات الطبيعية الفريدة التي تحظى بها قطر، وشكلت كلاً من البيئات الطبيعية والصناعية بها.
وعليه، انعكست هذه العلاقة الراسخة مع البحر لتنعكس على التصميم العام للأماكن والمساحات العامة، والمشاريع الخاصة، لتضفي مزيداً من الجمالية على البلاد. إن الأشكال المتموجة والخطوط المتدفقة والأنماط الموجودة في هندسة وتخطيط المناظر الطبيعية والتصميم، حتى المشربيات المعقدة، كعنصر معماري قطري تقليدي كلها إشارات مباشرة إلى أن عالم البحر جزء لا يتجزأ من الهوية البصرية للبلاد،
وأيضاً غابات المنغروف وغيرها من النظم البيئية الساحلية التي تندمج كاملةً مع الزخارف المستوحاة من الحياة البحرية، حيث صاغت قطر جو عام غنياً بتراثها الثقافي يعكس علاقاتها بما يحيطها من مياه، الأمر الذي نتج عنه دمج بين الطبيعة والتقاليد يتجلى جماله بطابع قطري أصيل.
• النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل
لقد ساهم تطوير جزيرة قطيفان الشمالية في دفع عجلة الاقتصاد وخلق فرص العمل، على نحو مباشر وغير مباشر من خلال القطاع الخاص، وبعيداً عن التوظيف، عمل مشروع البنية التحتية كمحفز بعيد المدى للاقتصاد المحلي. حيث وفر مشروع تطوير الجزيرة آلاف الوظائف ليس فقط من خلال شركات المقاولات الأربع الرئيسية، ولكن أيضًا بانضمام أكثر من ٢٠ شركة مقاولات تعمل تحت إشراف الشركات الرئيسية، والتي تضم كل منها حوالي ١٠٠ عامل ومورد اُسْتُقْدِمُوا لتوظيفهم في مختلف المجالات المتعلقة بالبناء، وعليه، كان لهذا التدفق في وظائف البناء، إضافة للإنفاق المالي تأثير مضاعف في تحفيز شركات التوريد والخدمات، حيث استفادت المطاعم، وتجار التجزئة، ومؤجرو السكن، ومجموعة كبيرة من الشركات الأخرى في مختلف القطاعات التي تعمل على تلبية احتياجات العمال.
حالياً تشكل جزيرة قطيفان الشمالية، مصدرًا رئيسيًا للتوظيف المستقر طويل الأجل، خصوصاً بعد افتتاح جزء من الأصول التي تم تشيدها، والتي تخدم في مختلف القطاعات كالضيافة والسياحة، حيث يعمل فندق ريكسوس بريميوم، ومدينة الألعاب المائية مريال ونادي شاطئ أزور بسعة ما يقرب من ١،١٢٣ موظفًا. الأمر الذي يوفر قدرًا أكبر من الأمان الوظيفي والدخل والفرص لدعم المتاجر المحلية والترفيهية وكافة موارد المجتمع.
بشكل عام كان تطوير جزيرة قطيفان الشمالية بمثابة محفز رئيسي للنمو الاقتصادي وتحسين جودة الحياة التي سيجني ثمارها الأجيال القادمة.
• مستقبل الاستدامة
تمثل “جزيرة قطيفان الشمالية” نهجًا جريئًا ورؤية للتطوير العقاري، وهو نهج يتجاوز مجرد تشييد المباني، ويسعى عوضا عن ذلك إلى إعادة تعريف جوهر الحياة العصرية، يعد هذا المشروع الطموح في مضمونه شهادة على قوة التخطيط المدروس الذي يهدف للاستدامة، والالتزام الثابت بالارتقاء بتجربة الساكن أو الزائر، حيث يعد هذا النهج الشامل للتخطيط الحضاري خروجًا واضحًا عن النموذج العقاري التقليدي، حيث إن النموذج الذي اتبعته قطيفان للمشاريع نموذج معني بحاجة الإنسان إلى تواصل أعمق مع المحيط العام.
إن مشروع جزيرة قطيفان الشمالية ليس مجرد مشروع تطوير، بل هي رؤية جريئة للمستقبل، ووعد بأسلوب حياة أكثر إشراقًا وأكثر راحة وترابطًا مع الثقافة، الأمر الذي من شأنه أن يعيد صياغة المعنى الحقيقي لـ “السكن والترفيه” بالنسبة للمجتمع والأجيال القادمة.
المراجع:
- دراسة تطوير مشروع قطيفان الشمالية- ٢٠٢٣(تحديث)
- مخطط التطوير الرئيسي لجزيرة قطيفان الشمالية، الخطة الرئيسية التفصيلية المجلد 1، أتكينز – يوليو ٢٠١٩